حلقة وافرة «١» ، واهل منعة، «٢» وعز، وكنا على ما كنا عليه من عبادة ونحن كذلك، فكيف اليوم؟ وقد بصرنا الله ما عمى على غيرنا، وأيدنا بمحمد، أبسط يدك. فكان أول من ضرب يده على يد رسول الله للبيعة فى كلام هذا معناه.
وقالوا: أول من ضرب على يده أبو الهيثم بن التيهان، وكان أحد الخطباء. أخبرنا أبو أحمد عن أبى بكر بن دريد عن على العكلى عن ابى خالد عن الهيثم بن عدى قال: قام أبو الهيثم بن التيهان خطيبا بين يدى على بن أبى طالب- عليه السلام- فقال: ان حسد قريش اياك على وجهين، أما خيارهم فتمنوا ان يكونوا مثلك، منافسة فى الملأ، وارتفاع الدرجة، وأما شرارهم فحسدوك حسدا أثقل القلوب وأحبط الاعمال، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك اليها الحظ، وأخرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا ان يلحقوك حتى طلبوا ان يسبقوك، فبعدت عليهم والله الغاية، واسقط المضمار، «٣» فلما تقدمتهم بالسبق، وعجزوا عن اللحاق، بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش، نصرت نبيهم حيا، وقضيت عنه الحقوق ميتا، والله ما بغيهم الا على أنفسهم، ولا نكثوا الا بيعة الله، يد الله فوق أيديهم، فها نحن معاشر الانصار، أيدينا وألسنتنا لك، فأيدينا على من شهد، والسنتنا على من غاب.
[أول من أذن فى الاسلام بلال (رضى الله عنه)]
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن محمد بن حاتم عن هيثم عن بشر عن أبى عمير عن أنس عن عمومته من الأنصار وعن غير هؤلاء قالوا:
اهتم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بجمع الناس للصلاة فقال بعضهم: انصب راية،