للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كم خاس «١» ميعادك يا مخلف ... كم تحلف الوعد تحلف

قد صرت لا أدعو على كاذب ... ولا ظلوم الفعل لا ينصف

فما شك أحد ممن حضر ان الغلام كان قد وعده فأخلفه، وان الشعر له.

وأخبرنا أبو أحمد قال: كنا فى مجلس ابن دريد وكان يتضجر ممن يخطىء فى قراءته، فحضر غلام وضىء، فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل: يا أهل المجلس! لا تعجبوا فان فى وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد ان يقرأ قال: هات يا من ليس فى وجهه غفران ذنوبه، فعجبوا من صحة سمعه، مع علو سنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن شيراز- رحمه الله- قال: أخبرنا أبو بكر الجوهرى قال: حدثنا بعض أصحابنا قال: كان سعيد بن حميد الكاتب قد هوى غلاما من أبناء الاتراك- بسر من رأى «٢» - بارع الجمال، فبذل له خمسين دينارا ليحضره فقال: على أنى اذا أذن العشاء الآخرة انصرفت، فلما وافى أمر بوضع فما فرغوا حتى كان وقت صلاة العشاء الآخرة، فقال سعيد:

يا غلام! الدواة والقرطاس، فكتب الى المؤذن:

قل لراعى الظّلام أخّر قليلا ... قد قضينا حقّ الصّلاة طويلا

ليس فى ساعة تؤخّرها وز ... ر تكافا بها وتأتى جميلا

وتراعى حقّ الفتوّة فينا ... وتعافى من أن تكون ثقيلا

[أول ما ظهر اللواط حين كثر الغزو فى صدر الاسلام]

وطالت غيبة الناس عن أهليهم، وذلك حين افتتح خراسان، وجمع البعوث فى ثغورها، وسبوا ذرارى المشركين فيها، واتخذوهم وصفاء،

<<  <   >  >>