قد صرت لا أدعو على كاذب ... ولا ظلوم الفعل لا ينصف
فما شك أحد ممن حضر ان الغلام كان قد وعده فأخلفه، وان الشعر له.
وأخبرنا أبو أحمد قال: كنا فى مجلس ابن دريد وكان يتضجر ممن يخطىء فى قراءته، فحضر غلام وضىء، فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل: يا أهل المجلس! لا تعجبوا فان فى وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد ان يقرأ قال: هات يا من ليس فى وجهه غفران ذنوبه، فعجبوا من صحة سمعه، مع علو سنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن شيراز- رحمه الله- قال: أخبرنا أبو بكر الجوهرى قال: حدثنا بعض أصحابنا قال: كان سعيد بن حميد الكاتب قد هوى غلاما من أبناء الاتراك- بسر من رأى «٢» - بارع الجمال، فبذل له خمسين دينارا ليحضره فقال: على أنى اذا أذن العشاء الآخرة انصرفت، فلما وافى أمر بوضع فما فرغوا حتى كان وقت صلاة العشاء الآخرة، فقال سعيد: