ان كان فيكم رجل مستجاب الدعوة، فسلوه ان يدعو الله تعالى ان يسلطكم علينا فتقتلونا، فإن الآخرة خير لنا من الدنيا.
فتعجبوا وقالوا: من يطيق قوما راحتهم عندهم القتل؟ وقالوا ليس لنا الا أن نصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار،- على كل حالم دينار- وقيل:
ديناران، على ان يخرج منهم من شاء الى الروم، ويقيم من شاء منهم بالاسكندرية.
[أول الامراء على البصرة]
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى وأخبرنا غيره قالوا: كتب قطبة بن قتادة- وهو اول من أغار على السواد من ناحية البصرة- الى عمر- رضى الله عنه- أنه لو كان معه عدد ظفر بمن فى ناحيته من العجم، فبعث عمر عتبة بن غزوان أحد بنى مازن ابن منصور فى ثلاثمائة، وانضاف اليه فى الطريق نحو مائتى رجل، فنزل أقصى البر- حيث يسمع نقيق الضفادع- وكان عمر تقدم اليه بذلك، فكتب الى عمر إنا نزلنا بأرض فيها حجارة بيض. فقال عمر: الزموها فإنها أرض بصرة، فسميت بذلك.
ثم سار الى الابلة «١» فخرج اليه مرزبانها «٢» فى خمسمائة أسوار «٣» فهزمهم عتبة ودخلوا البلد، وأقام عتبة عليها حتى فتحها فى شعبان سنة أربع عشرة وقالوا: فى رجب، وأصاب المسلمون سلاحا وطعاما ومتاعا، وكانوا يأكلون الخبز، وينظرون الى أيديهم، هل سمنوا؟ وأصابوا برانى «٤» فيها جوز فظنوه حجارة، فلما ذاقوه استطابوه، ووجدوا صحناة «٥» فقالوا: ما كنا نظن العجم