ما دينك يا أبجر؟ قال: دين عيسى بن مريم، قال: اذا أنت على ديننا أتؤمن بمحمد؟ قال: لا، قال: اذا أقتلك، قال: أتقتلنى إن لم أتبع دينك ولم أحاربك؟ قال: نعم، قال: ومتى كان دينكم؟ انما جئتم منذ أعوام، قال:
كذا يقول من كفر بعيسى، لتسلمن أو لاقتلنك، قال له المثنى: هب لى ابن عمى فأبى، فقال: اذا أسلم نصارى العرب فأنا زعيم أن سيسلم، فخرج أبجر وقال:
فإن تنجنى اللهم من شرّ خالد ... فأنت المرجّى للشّدائد والكرب
وسار خالد حتى أتى بانقيا، «١» فصالحه أهلها على ألف درهم وطيلسان، «٢» فبعث به الى أبى بكر، فكان أول ما أورد عليه من العراق.
وقالوا: أول ما ورد عليه من العراق مال الحيرة، والاول أصح، وكسا الطيلسان الحسن بن على- عليهما السلام- وقال ضرار بن الازور:
أرقت ببانقيا ومن يلق مثلما ... لقيت ببانقيا من الهمّ يأرق
[أول من استخلف من الخلفاء أبو بكر (رضى الله عنه)]
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى قال: لما استعر بأبى بكر الوجع أرسل إلى على وعثمان ورجال من المهاجرين والأنصار، فقال: قد حضر ما ترون، ولا بد من قائم بأمركم، فان شئتم اخترتم لا نفسكم، وان شئتم اخترت لكم، قالوا: بل اختر لنا، فقال لعثمان: أكتب، هذا ما عهد أبو بكر بن أبى قحافة فى آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يتوب الفاجر، ويؤمن الكافر، ويصدق الكاذب، عهد وهو يشهد ان لا اله الا الله وان