أخبرنا أبو أحمد عن عبد الله بن الفضل عن ابراهيم عن الواقدى عن رجاله وعن الجوهرى عن أبى زيد عن شيوخه قالوا: أول من مات من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع، عثمان بن مظعون، فدخل رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وقد مات وجعل فى أثوابه، فقالت أم العلاء: رحمة الله عليك أبا السائب، انى شاهدة ان الله قد أكرمك، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وما يدريك؟ فقالت: يا رسول الله لا أدرى فمه؟ فقال: انى أرجو له الجنة، ولا أدرى ما يفعل بى وأنا رسول الله، قالت: فو الله لا أزكى بعده أحدا أبدا، ثم لحد له رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وفصل حجرا من حجارة لحده، فوضعه عند رجليه، فمر مروان حين ولى فأمر به فنحى، وقال: والله لا يكون على قبر عثمان بن مظعون حجر يعرف به، وليس على قبر عثمان بن عفان حجر يعرف به. فلامته بنو أمية، وقالوا: عمدت الى حجر وضعه رسول الله فأزلته، وأمروا به أن يرد، فقال: والله إذ رميت به لا يرد، فى كلام هذا معناه.
[أول من أتى أرض الحبشة من المهاجرين حاطب بن عمرو]
وكانت الى الحبشة هجرتان، والى المدينة هجرة واحدة، قالوا: لما أظهر رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- الدعاء الى الاسلام، اشتد كياد المشركين عليه، وعلى من أسلم من قبائلهم، فأمر رسول الله بالخروج الى الحبشة، فخرجوا اليها، فكان أول من أتاها حاطب بن عمرو، أخو سهيل بن عمرو، فلما هاجر الى المدينة، لحقوا به.
أخبرنا أبو احمد عن عبد الله عن الفضل عن الواقدى قال، قالوا: لقى عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- اسماء بنت عميس، وكانت من المهاجرين الى الحبشة، وقال لها: سبقناكم بالهجرة، فقالت: بل نحن