أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن أبى الحسن قال: عقد على لقيس بن سعد بن عبادة على مصر، فبايعه أهلها إلا أهل قريات كانوا شيعة لعثمان، قالوا له: نعطيك الخراج، ولا نبايع عليا، حتى يجتمع الناس على إمام، فأعطاهم قيس ذلك، فطمع فيه معاوية، فكتب اليه يدعوه الى مبايعته فأبى، فقال لعمرو بن العاص: ان قياس شديد الرأى، شديد البأس، وله نية فى قتالنا، وإن اجتمع علينا أهل العراق، وأهل مصر لم نقم لهم، فما الرأى؟ قال:
نكتب كتابا على لسانه بالمبايعة لك، فإن عيون على يكتبون اليه بذلك فيعزله، «١» فكتب معاوية: من قيس بن سعد، أما بعد: فان قتل عثمان كان حدثا فى الاسلام عظيما، وإنى نظرت لنفسى فلن يسعنى فى دينى مبايعة أهل البغى، وقد ألقيت اليك التسليم، وأجبتك الى قتال عدوك والسلام. وقرأه معاوية على الناس، فكتب عيون على اليه به.
فقال عبد الله بن جعفر: إن قيسا قد داهن، فاكتب اليه بمناجزة «٢» من لم يبايعك، فان فعل، والا فاعزله، فكتب اليه بذلك، فكتب قيس: العجب منك يا أمير المؤمنين! تأمرنى بقتال قوم كافين، ومتى قاتلتهم ظاهروا عليك، فاستجاشوا «٣» عليك بأعدائك، فلم تكن لنا بهم طاقة، فاكفف عنهم، فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فكتب اليه على- عليه السلام- أنا الشاهد، وأنت الغائب، ان عملت برأيى، وإلا فاعتزل.
وقال عبد الله بن جعفر لعلى: ينبغى أن توليها محمد ابن أبى بكر- وكان