قال: لم سودتموه؟ قالوا: لانه أكثرنا مالا، وإنا لنذمه بالبخل، قال: وأى داء أدوى «١» من البخل؟ بل سيدكم بشر ابن البراء بن معرور، وكان البراء أول من استقبل القبلة حيا، فبلغ النبى صلّى الله عليه وسلم ذلك، فأمره أن يستقبل بيت المقدس، فأطاع، حتى اذا حضرته الوفاة قال: وجهونى نحو المسجد الحرام، فلما قدم رسول الله المدينه صلّى الى بيت المقدس ثلاثة عشر شهرا، هكذا قال: ثم صرفت القبلة الى البيت الحرام فى جمادى والبراء أول من صلّى عليه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من المسلمين.
[أول ما حرمت الخمر أول من جلد فيها عبد الله بن الحمار]
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن احمد بن عبد الرحمن القرشى عن الوليد بن مسلم عن مرزوق بن أبى الهذيل وغيره أنهم سمعوا ابن شهاب يحدث، أن أول آية نزلت فى تحريم الخمر يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
«٢» الآية فتواعظ المسلمون فيما بينهم، وقالوا: من اتبع هواه لا يتركها حتى تحرم، فانزل الله تعالى لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى
«٣» فانتهى بعضهم عنها ولم ينته بعض، فشرب سعد بن أبى وقاص مع رجال من بنى عمرو بن عوف، فسكروا فاقتتلوا، فكسروا أنف سعد، فانزل الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ
- إلى قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ
؟ «٤» فقال عمر: لننتهين، وكان عمر حرمها على نفسه قبل التحريم، وقال الواقدى: أول من أتى به رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- رجل يقال له عبد الله الحمار، قد شرب وسكر، فأمر فحثوا فى وجهه التراب، وضربوه بنعالهم، ثم أتى به الثانية، ففعل به مثل ذلك، والثالثة حتى ضربوه