للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على فأنى آخذ الكلمة، وكان الكامل فى الجاهلية الشاعر الكاتب الرامى الذى يحسن العوم، فأملى عليه وعلى ابن عفراء سورة يوسف وطه، فقدموا المدينة، فجاء رافع قومه وهم فى مشرقة «١» فقال: انى قد اهديت لكم هدية ما أهدى رجل لقومه خيرا منها الا ابن عفراء، فقرأ عليهم السورتين فرموه بالحجارة والمحايض «٢» وكان ابناه خلاد ورفاعه أشد الناس عليه، ثم أسلما وشهدوا بدرا، وقتل رافع يوم أحد أصابته رمية فلم يزل ضمنا حتى مات فى كلام هذا معناه.

[أول من سمى القرآن مصحفا وأول من جمعه أبو بكر]

أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن ابراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: لما أصيب المسلمون باليمامة، خاف أبو بكر ان يهلك طائفة من أهل القرآن، وانما كان فى العسب «٣» والرقاع «٤» فأمر الناس فأتوه بما كان عندهم، فأمر به فكتب فى الورق، فلما كان أيام عثمان كثر اختلاف الناس فى القراءات، فقالوا حرف عبد الله وحرف أبى موسى، فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بجمع الناس على مصحف واحد، فجمع ما كان بأيدى الناس من المصاحف وأحرقها، أو قالوا: غسلها، وأمر سعد بن العاص- وكان أفصح الناس- فأملى على زيد بن ثابت، فكتب مصاحف وفرقها فى البلدان فأبو بكر أول من جمع القرآن، وعثمان أول من جمع الناس على مصحف واحد فى كلام هذا معناه.

والمصحف بالكسر لغة أهل الحجاز، وهى رديئة، لانه أخرج مخرج ما يتبادل ويتعاطى باليد، والمصحف أكرم من ذلك، وأهل نجد يقولون: مصحف من قولك أصحفته فهو مصحف اذا جعلت بعضه على بعض، وهى أعجب اللغتين

<<  <   >  >>