الجلساء: نحن فما ذنبنا؟ قال: قوموا أنتم أيضا، وقال المغنون: مثل ذلك، فاذن لهم، وجاء فوقف على الطريق ينظر كيف يحملون ما معهم ويضحك، فنظر يزيد المهلبى الى سطل من ذهب مملوء مسكا فأخذه وخرج، فقال: الى أين؟ قال إلى الحمام. فضحك، وأمر الاطباء والخدم والفراشين فانتهبوا الباقى، فوجهت اليه أمه سرا، لله أمير المؤمنين فى جميع أفعاله، كنت أحب أن يراها قبل أن يفرقها، فقال: يعاد مثلها، فأعيد فى مدة شهرين، فى كلام هذا معناه.
ثم المعتز، وأمه قبيحة وسميت بذلك عوذة من العين، لخلوها من جميع العيوب، أخبرنا أبو احمد عن الصولى عن عبد الله بن المعتز قال: لما بويع لابى بالخلافة قال مروان ابن أبى الجنوب يخاطب أمه:
لله درّك يا عقيلة «١» جعفر ... ماذا ولدت من التّقى والسّودد «٢»
انّى لأعلم أنّه لخليفة ... إن بيعة عقدت وان لم تعقد
انّ الخلافة قد تبيّن نورها ... للنّاظرين على جبين محمّد
فدعته فوضعت فى فمه حبتين من جوهر، فزعم أنه باعهما بمائة ألف درهم، ثم المعتضد- وأمه ضرار- ثم المطيع- وأمه مشعلة- ولم يتول أحد الخلافة وأبوه باق الا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وقد ذكرناه.
[أول من خلع عثمان فى حياته عمرو بن زرارة]
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن بعض أصحابه عن هشام