بينهم الا يوسعوا له، فجلس بين أيديهم، ثم قال: أتسمعون؟ والله لئن لم تتركوا شيخكم هذا يموت على فراشه، لا أعطيكم الا السيف، ثم قام فخرج، فقال على: كنت أحسب عند هذا شيئا، فقال طلحة: قاتله الله! لقد رمى غرضه، وما سمعت كلمة أملأ لصدرك منها.
[أول من خلق المسجد وأول من خفض صوته بالتكبيرة وأمر بالنداء الثالث]
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن محمد بن الصباح عن اسماعيل بن زكريا عن عاصم بن أبى مخلد قال: أول من خفض صوته بالتكبيرة عثمان، لضعفه، فلما كان من أمر على- عليه السلام- ما كان رفع صوته به، فقال عمران او عمار: لقد ذكرنا هذا شيئا نسيناه من سنة نبينا- عليه الصلاة والسلام-.
وأخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن ميمون بن الاصبغ عن الحكم بن نافع عن شعيب بن أبى حمراه عن الزهرى عن سعيد بن المسيب قال: جاء عبد الله بن زيد الى النبى فأخبره بما رأى فى التأذين، «١» فوجد النبى- صلّى الله عليه وسلم- قد أمر به، وكان بلال يؤذن بإقامة الصلاة، فتقدم اليه بالتأذين قبل الاقامة، ثم جاء بلال فى الفجر- والنبى صلّى الله عليه وسلم نائم- فزاد، الصلاة خير من النوم، وأقرت فى تأذين الغداة، «٢» فجرى الامر فيه الى أيام عثمان- رضى الله عنه- فكبر «٣» الناس، فأمر بتأذين الجمعة الثالث، فثبتت، وأمر بتخليق المسجد «٤» ورزق المؤذنين، وهو أول من فعل ذلك قال الحسن: انما كان أذان وإقامة والأذان اذا خرج الامام محدث، فى كلام هذا معناه.