يحيى عن مجالد عن الشعبى قال سفيان: أول سيف شهر فى الاسلام سيف الزبير، قيل له: قد قتل رسول الله، فخرج بسيفه يسعى وهو غلام، قالوا:
فلما قتله بن جرموز، جاء عليا فقال على:- عليه السلام- بشر قاتل ابن صفية «١» بالنار، ونظر الى سيفه فقال: كم كشفت به الغماء عن وجه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-، قال أبو جعفر: فقال ابن جرموز:
أتيت عليّا برأس الزّبير ... رجوت به عنده الزّلفه
فبشّر بالنّار قبل العيان ... وبئست بشارة ذى التّحفه
فقلت له ان قتل الزّبير ... لولا رضاك من الكلفه
وسيّان عندى قتل الزّبير ... وضرطة عير بذى الجحفه
فلما ورد مصعب البصرة استخفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليظهرن سالما وليأخذ عطاءه موفورا، أيظن أنى أقتله بأبى عبد الله، وأجعله ندا له؟
فكان هذا من الكبر المستحسن. وكان ابن جرموز يدعو لدنياه فقيل له: هلا دعوت لآخرتك! فقال: أيست «٢» من الجنة بقتل الزبير، فى كلام هذا معناه.
[أول من أراق دما فى سبيل الله سعد بن أبى وقاص]
أخبرنا أبو احمد عن عبد الله بن العباس عن الفضل عن ابراهيم عن الواقدى عن أبى بكر بن اسماعيل عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال:
خرجت أنا وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وابن مسعود فى شعب أبى دب نتوضأ ونصلّى، ونحن مستخفون، الى أن ظهر علينا نفر من المشركين، قد كانوا يرصدوننا، واتبعوا أثرنا، أبو سفيان بن حرب، والاخنس بن شريق، وغيرهما، فعابوا علينا ذلك وأنكروا. حتى