واسمع منهما فان لهما بالحرب علما وتجربة، واذا وصلت الى دار السلام، فأنزلهما منزلتهما التى أنزلا أنفسهما بها، وقرب أهل الفقه والقرآن.
وكتب الى عمرو: أما بعد فقد بلغنى اقتحامك «١» لاميرك، وشتمك له، وان لك لسيفا تسميه الصمصامة، وان لى سيفا أسميه المصمم، وانى أحلف بالله لو قدر لى ووضعته على هامتك «٢» لا أرفعه حتى أقدك «٣» به. فلما جاءه الكتاب قال: والله ان هم ليفعلن.
[أول من مشت الرجال معه وهو راكب الاشعث بن قيس]
وكان بنو عمرو بن معاوية ملكوه عليهم وتوجوه، أخبرنا أبو القاسم عن المدائنى باسناده قال: قدم حجاج كندة فيهم بنو وليعة، وهم من عمرو بن معاوية، ورسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على القبائل، فعرض نفسه عليهم فلم يقبلوه. فلما هاجر- صلّى الله عليه وسلم- جاءه وفد كندة، فيهم بنو وليعة والاشعث، فأطعم رسول الله بنى وليعة طعمة من صدقات حضرموت واستعمل على حضرموت زياد بن لبيد البياضى، وأجراها لهم، ثم حدث أمر أوجب ان يتجافوا عنها سنتهم، فأبوا وأبى زياد أن يعطيهم إياها، واختلفوا فارتدت بنو وليعة، وتوفى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وهم على ردتهم، فأظهروا الشماتة بموته- صلّى الله عليه وسلم-، وغنت بناياهم وخضبن أيديهن له، فأقر أبو بكر زيادا على حضرموت، وأمره بأخذ البيعة له على أهلها، واستيفاء صدقاتهم، فبايعوه غير بنى وليعة، ثم خرج يقبض الصدقات من بنى عمرو بن معاوية، فأخذ ناقة لغلام لهم، فهتف بمسروق بن معدى كرب، فقال لزياد أطلقها، فأبى، فقال مسروق: