الى ما جد الخدّين سبط بنانه ... اذا سئل المعروف يهتزّ كالنّصل «١»
فألقيت عمرا لا بخيلا بماله ... ولا مغلقا باب السّماحة بالقفل
ثم خرج سعيد الى الشام ومعه الرهناء، ثم خرج الى المدينة بهم وأخذ سيوفهم، وما كان عليهم من حرير وديباج، ومناطق الذهب والفضة، وألبسهم الصوف، وكان يستعملهم فى الحرث والبناء، فاجتمعوا عليه فى بيت فقتلوه وقتلوا أنفسهم، فقيل لسعيد: قتيل الصفد، «٢» قال أبو الحسن: قتلوه فى مجلسه، وصاح أهله، فركب أهل المدينة، وأطافوا بالبيت والصفد فى البيت قد أغلقوه، فكشطوا ظهر البيت، فاذا هم قد قتلوه وقتلوا أنفسهم.
وقالوا: اول من شرب من نهر بلخ، مولى للحكم بن عمرو.
[أول من صلى وراء النهر من المسلمين]
أخبرنا أبو القاسم باسناده عن أبى الحسن قال: قال زياد لحاجبه: ادع لى الحكم، وهو يريد ابن الحكم بن أبى العاص فدعا الحاجب ابن عمرو بن مجدع، فلما رآه تيمن به. وقال له: صحبة من رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-، فاستعمله على خراسان وقال: ما أردتك، ولكن الله أرادك، فسار حتى قدم خراسان، ففرق العمال، وغدا فقطع النهر، وكان أول من شرب منه بعد قطعه مولى له واستسقاه الحكم، فسقاه فى ترسة، «٣» وصلى ركعتين، فكان أول من صلى وراء النهر. ثم قال له المهلب: النجاة أيها الامير، فلا خير فى المقام والعدو مطل عليك، ففعل، وكتب اليه زياد: ان أمير المؤمنين كتب الى