خلال ذلك تخطئهم وتصوبهم، حتى شدوا من معرفة ذلك شدوا، «١» ثم انها قرعتهم لاتمام ذلك حتى تم واستوى، وقد تقع مثل هذه الامور اتفاقا، كما سقط الناطق «٢» من كف الاجير فى الصفر «٣» المذاب فخاف أهله فساده، ثم رأوا ما أعطى من اللون فعملوا فى الزيادة والنقصان، وكان ذلك فى دولة الاسلام، ولم يكن أهل الجاهلية يعرفون الشبه البتة.
[أول امرأة جلدت فى زنبيل أم جعدة الليثى]
وهى جدة بنى جعدة، أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن محمد بن يحيى بن أبى غسان عن بحر بن على، ان ابنة لعثمان بن عفان كانت تحت مروان بن الحكم،- وهو يومئذ أمير على المدينة- وكانت تحب الحديث، وكان ممن يحدث اليها رجل من بنى ليث، ثم أحد بنى سجع يقال له: عبد الرحمن بن عمر بن شييبة، وكان يلقب خان الجمال وكان ذلك يبلغ مروان فيكذب به، وكان أخوا مروان عبد الرحمن ويحيى يطالبان أن يخلى بينه وبينهم، فبينما هم على ذلك إذ خرج مروان حاجا، فبلغ أخوته حين دخلوا مكة ان قد أدخلته، فرفعوا ذلك الى مروان.
وقالوا: ائذن لنا ننهض اليه فنقتله، فزجرهم عن ذلك فألحوا عليه، حتى اذا كان يوم النفر الأول ألحوا عليه فقال: دونكم وما تريدون، فخرجوا، وسمع ذلك خصى على رأس مروان فانسل، وجعل يسأل عن منازل بنى ليث، حتى دخل عليهم، فوجد عبد الرحمن بن جحش،- وهو ابن عم الرجل- فقال له: تعرف ابن عمك خان الجمال؟ قال: نعم. قال: تعلم ان بنى الحكم، قد استأذنوا الامير ان يخرجوا ليقبضوا عليه فى دار مروان؟ قال وما علمك بذلك؟ قال: