للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أول من سلم عليه بالإمرة]

قيل له السلام عليك أيها الأمير، وكانوا قبل ذلك يقولون للأمراء اذا دخلوا عليهم السلام عليكم، كما يقولون لغيرهم، وأظن ذلك قيل للمغيرة بن شعبة أيام ولايته على الكوفة لمعاوية.

[أول أمير أخذ ما جبى وهرب]

أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى قال: جبى ابن عباس- وهو وال لعلى (رضى الله عنهما) على البصرة- مالا كثيرا، فقال له أبو الاسود: ان أعطيت من قبلك حقوقهم، وحملت الباقى إلى أمير المؤمنين ليستعين به على أمور المسلمين، فقال: لو كنت يا أبا الاسود من البهائم لكنت جملا، ولو كنت راعيا ما بلغت به المرعى، وما أحسنت مهنته فى المساء، فكتب أبو الاسود الى على- عليه السلام- بذلك، فوجه على مولاه سعدا الى ابن عباس يأمره بحمل المال اليه، فشتمه ابن عباس وتهدده، فخرج حتى أتى عليا، فأخبره فكتب اليه يلومه ويعنفه، وكتب هو يعذر نفسه، ويلزم الذنب سعدا، ثم عمد الى المال، وكان أربعمائة ألف، وقيل سبعة آلاف ألف، «١» واحتمله وخرج، وخرج معه عشرون رجلا من قيس، فجعل يعطى فى طريقه كل من يسأله، حتى أتى مكة فأعطى ما كان معه، واحتجز الباقى.

وكتب اليه على- عليه السلام- إنى أشركتك فى أمانتى، ولم يكن أحد من أهل بيتى أوثق عندى ولا أرجى لمواساتى منك، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، «٢» والعدو قد حرب، «٣» والأمة فتنت، قلبت ظهر المجن، «٤» وخذلتنى

<<  <   >  >>