قال أبو عثمان: لم يعرف فى الاسلام كتاب كتب على أصناف الملحدين، وعلى طبقات الخوارج، وعلى غالية الشيعة والمشايعين فى قول الحشوية قبل كتب واصل بن عطاء، وكل أصل نجده فى أيدى العلماء فى الكلام والاحكام فانما هو منه، وهو أول من قال: الحق يعرف من وجوه أربعة: كتاب ناطق، وخبر مجتمع عليه، وحجة عقل، واجماع وأول من علم الناس كيفية مجىء الاخبار وصحتها وفسادها واول من قال: الخبر خبران، خاص وعام، فلو جاز ان يكون العام خاصا، جاز أن يكون الخاص عاما، ولو جاز ذلك لجاز أن يكون الكل بعضا والبعض كلا، والامر خبرا والخبر أمرا، وأول من قال: إن النسخ يكون فى الأمر والنهى دون الاخبار. وأول من سمى معتزليا، «١» وذلك لمجانبته تقصير المرجئة «٢» . وغلو الخوارج، «٣» وكل من نبز «٤» بشىء أنف منه، مثل الرفض والجبر «٥» والرافض يسمى نفسه شيعى، والمجبر يقول: أنا سنى، ولذلك المرجىء يسمى نفسه شاريا. والمعتزلى راض باسم الاعتزال غير نافر منه، ولا كاره له ولا مستبدل به، لما رضيه له سلفه وكان أبو حذيفة واصل خطيبا راوية قد لقى الناس، وجالس ابن الحنفية وسمع منه، واختلف الى الحسن، وكان طويل الصمت، وكان يظن به الخرس، فقيل لعمرو ابن عبيد: انه أعلم الناس بالرد على أهل البدع والملحدة