للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المعز؟ قالت: قنا قيل: فمائة من الضأن؟ قالت: عنا. «١» قيل: فمائة من الخيل؟ قالت: لا تحس ولا ترى. قيل. فمائة من الحمير؟ قالت: أخزى الله الحمير من مال! فى ظهره دبرة، وفى بطنه كمره، قموص الحنجرة، «٢» ان أرسلته ولى وان ربطته أدلى.

[أول شعر قيل فى الإسلام قول ضرار بن الخطاب]

أخبرنا أبو أحمد عن أبى بكر بن دريد قال: أول شعر قيل فى الإسلام قول ضرار بن الخطاب الفهرى:

تداركت سعدا عنوة فأسرته ... وكان شفاء لو تداركت منذرا

فلو نلته طلّت «٣» دماء جراحه ... وكانت حراما ان تطلّ وتهدرا

قوله: تداركت سعدا، يعنى سعد بن عباده، والمذر هو ابن عمرو من الخزرج، كانا من الانصار الذين بايعوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ليلة العقبة الثانية، وكانوا سبعين رجلا، فلما نفر الناس من منى، خرجت قريش فى طلبهم، فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر والمنذر بن عمرو كلاهما، ثم أعجزهم المنذر، وأخذوا سعدا، فربطوا يديه الى عنقه، ودخلوا به مكة يضربونه ويجذبونه بحمية.

قال سعد: فانى لفى أيديهم اذا طلع رجال من قريش، فيهم رجل مضىء شعشاع «٤» حلو، فقلت فى نفسى: ان كان عند أحد من القوم خير فعند هذا، فلما دنا منى، رفع يده فلطمنى لطمة شديدة. فقلت فى نفسى: ما عندهم بعد

<<  <   >  >>