وأخبرنا أبو أحمد عن الفرائى عن الجهنى عن ابن العراج قال: كان المجذر بن زياد قتل سويد بن الصامت فى الجاهلية ثم أسلم، وحضر أحدا مع النبى- صلّى الله عليه وسلم- فلما جال المسلمون تلك الجولة جاء الحارث بن سويد من خلفه فضرب عنقه، وجاء جبريل فأخبر النبى، فخرج رسول الله الى قباء ومعه الناس وفيهم الحارث فى ملحفة مصبوغة، وكان قد أعرس بأهله قبيل ذلك، فقال رسول الله لعويم بن ساعدة: ان قدم الحارث الى باب المسجد فاضرب عنقه بالمجذر فقد قتله فى الشعب، فقال الحارث: والله ما كان قتلى له رجوعا عن الاسلام ولا ارتيابا فيه، ولكنه أمر وكلت فيه الى نفسى وأنا أتوب الى الله تعالى ورسوله، وأؤدى ديته، وأصوم شهرين متتابعين، وأعتق رقبة، وأطعم ستين مسكينا، فلما استوعب رسول الله كلامه وكان الحارث يقول ذلك ويلوذ بركابه، قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عويم، قدمه فاضرب عنقه، فضرب عنقه فقال حسان:
أكنت فى سنة من نوم أوّلكم ... يا جار أم كنت مغترا بجبريل
أم كنت يا ابن سويد حين تقتله ... فى طامس من خلاء الارض مجهول
وقلتم لا نرى والله يبصره ... وعنده محكمات الآى والقيل
محمّد فيكم والله يحبره ... عمّا تكنّ سريرات الاقاويل
[أول صدقة اتته صدقة بن عذرة السبب فى تخليق المساجد]
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن عبد الصمد ابن عبد الوارث عن عمر بن سليم عن أبى الوليد قال: قلت لابن عمر: ما بدء الزعفران يطلى به المسجد؟ فقال: برأى رسول الله نخامه فى المسجد فقال: ما اقبح هذا! من فعل