الفرات من يومها، وجاءت الكوادن «١» ضحى الغد فقال: لا أجعل ما أدرك كما لم يدرك، وكتب فى ذلك الى عمر- رضى الله عنه- فقال: لقد هبلت «٢» الوادعى أمه، لقد أذكرته، أمضوا على ما قال وفى رواية أبى احمد قال رجل منهم:
ومنّا الذّى قد سنّ فى الخيل سنّة ... وكانت سواء قبل ذاك سهامها
وقالوا: اول من ميز بينها سليمان بن ربيعة.
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن معاوية عن إسحاق عن أبى رجاء عن موسى بن عثمان بن الاسود قال: بعث عمر سليمان بن ربيعة على جيش، وسار معه عمرو بن معد يكرب وطليحة الاسدى، فلقوا العدو فهزموهم وأصابوا غنائم كثيرة، فلما قفل «٣» قسمها، وأمر أن تعرض عليه الخيل، فكان يسهمها ولا يسهم الا لكل عتيق، «٤» فمر به فرس لعمرو وفيه غلظ فقال سليمان: انه لهجين، «٥» وما أريد أن أسهمه، فغضب عمرو وقال:
أجل ما يعرف الهجين الا الهجين، فقدم اليه الاشتر وكان من رهطه فقال: يا عمرو ما تراك الا سلبت الحال التى تكون عليها بالبادية، أما تعلم ان هذا الاسلام، وأن أمر الجاهلية قد اضمحل؟ أما لو أمرنا بك لاخذناك له فقال عمرو: ما عرفت الذل قبل اليوم. وبلغ أمرهما عمر فكتب الى سليمان: أما بعد: فقد بلغنى صنيعك بعمرو، وأنك لم تحسن بذلك ولم تجمل فيه، واذا كنت بمثل مكانك من دار الحرب، فانظر عمرا وطليحة وقربهما منك.