دارى أحد! فقال المسور: أقبل على طعامك ولا تحلف، قال: أو تقول غير ذلك؟ قال نعم وان ذكرته غضبت، قال: فاذكره، قال: غزونا أفريقية سنة سبع وعشرين، فما كنت أنقانا حسبا، ولا أكرمنا فعالا، ولا أكثرنا مالا، ثم حضرنا القتال، فما كنت أشدنا قلبا، ولا أشجعنا لقاء، ولا أعظمنا غناء، ففتح الله على المسلمين، فاشتريت خمس أفريقية، وقدمت على ابن عمك عثمان بشيرا، فوهبه لك، واتخذت أموالك، وبنيت دارك، وأصلحت شأنك، قال: ألم أقل لك انك حسود؟ قال ألم أقل لك انك تغضب؟ وقالوا:
اشترى مروان خمس افريقية، وقيمته أربعمائة ألف دينار، بمائة ألف دينار، من عبد الله بن أبى السرح، فلما قدم المدينة، أدى بعضه، ووهب له عثمان الباقى.
وأمر المصاحف وأمر الحمى وقد ذكرناهما. «١»
وأمر ابن أبى وقاص والوليد. أخبرنا أبو القاسم باسناده عن المدائنى عن على بن مجاهد عن أبى اسحاق قالوا: أوصى عمر فقال: من ولى بعدى من المسلمين فليول البصرة أبا موسى أربع سنين، وليستعمل سعدا على الكوفة، فولى عثمان سعدا تكملة سنة، ثم عزله، وبعث الوليد بن عقبة، فكان يشرب ويلعب، فقال عمرو بن زرارة: عزل عثمان عنا ابن أبى وقاص، الهين اللين السهل القريب الحسن البلاء فى الاسلام، واستعمل أخاه الاحمق الفاجر، فكتب الوليد الى عثمان يشكوه، فكتب اليه: وما لعمرو بن زرارة والانزاع والتأمير، «٢» انما ذلك الى المهاجرين الاولين من قريش، وانما عمرو أعرابى جلف جاف، فاتق الله فيما وليت، وانصر الضعيف، وخف الله فى السر والعلانية، قالوا: فلما قدم الوليد الكوفة، قال له سعد: احمقنا بعدك أبا وهب ام كيست «٣» بعدنا؟ فقال: فكل ذلك لم يكن، ولكنه سلطان القوم، يضعونه