للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفوا عنانك «١» اذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجرى

وأمر ابن مسعود. أخبرنا أبو القاسم باسناده عن المدائنى عن بشر بن عاصم عن الاعمش عن عبد الله بن سنان الاشعرى وعن المدائنى عن محمد بن الفضل عن يزيد بن أبى زياد عن المسيب بن رافع وعن غير هؤلاء قال عبد الله بن سنان: خرج علينا عبد الله بن مسعود، فقال: فقدت من بيت مالكم مالا، لم يكتب به براءة، «٢» ولم يأتنى فيه أمر أمير المؤمنين، فكتب الوليد ابن عقبة الى عثمان يشكوه، فعزله من بيت المال، قال: فبينا الوليد يخطب، نهض عبد الله فصلّى، فقال الوليد: أتاك فى هذا أمر أمير المؤمنين أم ابتدعت؟ قال:

لم يأتنى فيه أمره وما ابتدعت ولكن أبى الله أن ينظرك بصلاتنا وأنت تلعب، فكتب عثمان فى حمله الى المدينة، فخرج، فقال عثمان: يأتيكم ذؤيبه، «٣» فلا تسلح «٤» على شىء، فيأكل منه الا مات، فلما قدم عاتبه، وأحرمه عطاءه ثلاث سنين، فلما حضرته الوفاة، حمله اليه، فقال: حرمتنيه حين ينفعنى، وتعطينه حين لا ينفعنى؟ ورده وأوصى الى الزبير أن يصلّى عليه، فلما مات صلّى عليه، فعاتبه عثمان، وقال: لهممت أن أنبشه «٥» واصلّى عليه، فقال الزبير: لو رمت ذلك لحيل بينك وبينه، فوقف على قبره، وترحم عليه، وحمل عطاءه الى ولده، فقال الزبير:

لا ألفينّك بعد الموت تندبنى «٦» ... وفى حياتى ما زوّدتنى زادا

<<  <   >  >>