كأنّ بنى مروان اذ يقتلونه ... بغاث «١» من الطّير اجتمعن على صقر
غدرتم بعمرو يا بنى خيط باطل ... ومثلكم يبنى البيوت على الغدر
فرحنا وراح الشّامتون بنعشه ... كأنا على اكتافنا فلق الصّخر
قال: وكان مروان يلقب بخيط باطل، وكان عمرو يسمى الاشدق، لتشادقه فى الكلام قال الشاعر:
تشادق حتى مال بالقول شدقه ... وكلّ خطيب لا أبالك أشدق
وقيل: بل كان أفقم مائل الذقن، ولهذا سمى لطيم الشيطان، وهذا هو الصحيح، وخطب ابن الزبير لما قتله عبد الملك، فقال: ان أبا الذبان قتل لطيم الشيطان، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
«٢» واستنطقه معاوية وهو غلام فقال: ان أول مركب صعب، وان مع اليوم غدا، وأول الغدر خرق، «٣» وقال: الى من أوصى أبوك بك؟ قال: أوصى الى ولم يوصى بى.
وهذا من قول الراجز
انّى اذا ما القوم كانوا أنجيه ... واضطرب القوم اضطراب الأرشيه «٤»