زياد وذلك حين أمر الا تغلق أبواب الحوانيت، وكانت الكلاب تطرق الامتعة، فأمر بمد السقف عليها، وكان يقول: انا والله ما علونا أعوادكم، «١» واستحللنا فيكم الا بذبنا عن حريمكم، «٢» وأيما عقال «٣» أصيب من مقامى هذا الى خراسان، «٤» فأنا ضامن له.
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن التبوذكى عن سليمان بن مسلم عن أبيه قال: سمعت زيادا يقول: من سرق له متاع لم نسأله البينة، فليجىء فليأخذه، وكان الناس يغطون أمتعتهم ويذهبون.
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن على بن محمد قال:
كان زياد يؤخر العشاء الآخرة، حتى يصليها آخر من يصلى، ثم يأمر رجلا فيقرأ سورة البقرة او مثلها، يرتل ترتيلا، ثم يمهد قدر ما يرى ان انسانا يبلغ آخر بيت ثم يأمر صاحب شرطة بالخروج، فيخرج، فلا يرى انسانا الا قتله، فأخذ ذات ليلة أعرابيا فأتى به زيادا، فقال: هل سمعت النداء؟ قال: لا والله قدمت بحلوبة لى فغشينى الليل فاضطررتها الى موضع، وأقمت لا صبح ولا علم لى بما كان من الامير، قال: أظنك صادقا. ولكن فى قتلك صلاح الأمة، فأمر فضربت عنقه.
وزياد أول من شدد أمر السلطان، ووكد أمر الملك وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخاف الناس من سلطانه حتى أمن بعضهم بعضا، فكان الشىء يسقط من الرجل او المرأة فلا يعرض له أحد حتى يأتى صاحبه فيأخذه، وتبيت المرأة فلا تغلق بابها عليها، وأدر العطاء، وبنى دار الارزاق، فقال حارثة بن بدر الغدانى: يذكر سيرته: