ثم قالت: عليكم باليمامة، فانها دار اقامة، نلقى أبا ثمامة، فان كان نبيا ففى النبى علامة، وان كان كذوبا فله ولقومه الندامة، ولا يلحقكم بعد ملامة، فخرجوا نحوها ومعها عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد، وعمرو بن أهثم، والاقرع بن حابس وشبث بن ربعى وهو مؤذنها- فساروا حتى نزلوا الصمان، «١» فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب- وكان قد تنبأ- فتجسس أهل اليمامة لها- فقال مسيلمة: دعونى ورأيى، فأهدى لها، وكتب اليها، ان موعدنا يوم كذا نلتقى فيه، ونتدارس، فان كان الحق بيدك بايعناك، وان كان فى أيدينا بايعتنا، فخرجت فى أربعين، فلما جلسوا أحصاهم، ثم قال ليقم من هاهنا عشرة، ومن هاهنا عشرة، ومن هاهنا عشرة، ومن هاهنا عشرة، حتى ننظر من صاحب الأمر، فقاموا.
فقال مسيلمة لغلامه: عثن لها لتذكر الباه- والعثان الدخان- أى بخر لها بشىء من الطيب- فقال مسيلمة: لنا نصف الارض ولقريش نصفها، ولكن قريشا لا يعدلون، رحم الله من سمع، وما زال أمره فى كل ما شاء مجتمع، وأطمع فى الخير فطمع، أراكم الله محياكم، ومن رجز «٢» خلاكم، ويوم القيامة نجاكم، علينا صلوات من معشر أبرار، لا أشقياء ولا نجار، يصلون بالليل، ويصومون بالنهار، ولربهم الكبار، رب النور والأمطار، ولما رأيت وجوههم حسنت، وأبشارهم صفت، وأيديهم انبسطت، النساء يأتون، والخمر يشربون، أنتم معشر الابرار، سبحان ربى كيف يحيون، والى رب السماء يرقون، لو أنها حبة من خردلة فى جندلة «٣» لقام عليها شهيد، يعلم ما فى الصدور، أكثر الناس، يومئذ المثبور، «٤» قالت: أشهد أنك نبى، وآمنت به.