قال ابراهيم: أتيت الفضل بن يحيى يوما فقلت له: هب لى درهما فان الخليفة قد حبس يده عنا فقال: ما عندى ما أرضاه لك، أتانا رسول صاحب اليمن فقضينا حوائجه، ومعه خمسون الف دينار يشترى لنا بها، ثم قال:
ما فعلت ضيا جاريتك؟ قلت: هى عندى قال: أقول له: يشتريها منك، فلا تنقصها عن خمسين ألف دينار، فقبلت رأسه وانصرفت.
فبكر على رسول صاحب اليمن، ومعه صديق لى، فقال جاريتك ضيا فأخرجتها، واستتممت بها خمسين ألف دينار، فقال: هل لك فى ثلاثين ألف دينار مسلمة؟ قال: وكان شراؤها على أربعمائة دينار، وأخذنى زمع «٢» لما سمعت ذكر ثلاثين ألف دينار، وخفت أن يحدث عليها أو على المشترى أو على الفضل حادثة فيفوتنى ذلك، فسلمتها اليه وأخذت المال، وبكرت على الفضل، فلما نظر الى ضحك وقال: يا ضيق الحوصلة! حرمت نفسك من عشرين ألف دينار، فقلت له: دعنى والله! لقد دخلنى شىء أعجز عن وصفه، فبادرت بقبول المال.
فقال: لا ضير! يا غلام! هات الجارية، فجىء بها على حالها، فقال خذها، انما أردت نفعك، فلما نهضت قال: ان صاحب أرمينية «٣» قد جاءنا فقضينا حوائجه، ونفد ما كتبه، ومعه ثلاثون ألف دينار يشترى لنا بها ما نريد،