لا يبالى من لحافى شربها ... أبدا حتى يوارى «١» مصرعه
وسخول «٢» خمسة أو ستة ... فاذا قلّوا فعندى أربعه
وخواب هادرات هدرها ... ودساتيج «٣» ملأى مترعه
ومغنّ غرد يطربنى ... فإذا شئت تغنيت معه
قال: فكتب إليه أبوه حمدان: نشدتك الله يا بنى أن تدخل البصرة وهذه حالك فإن احتجت الينا لحقنا بك.
قال الصولى: فقلت لأبى ذكوان حين قرأت عليه هذا الخبر إن بعض أهل البصرة ينشد بعض هذه الأبيات لبعض أولاد العتبي، فقال لي ذاك شعر آخر فأنشدنيه «٤» وأبان هذا قليل الشعر جدا لا أعرف له إلا غزلا وجدته فى بعض كتب أهله فمنه ما قاله فى إلف نأى عنه:
غاب على حسن وصلنا الهجر ... فخان قلب المتيم الصبر
وانتظمت أسهم الفراق له ... جوانحا بين طيّها جسم
والبين مذ كان آفته ... ينقص عن دهر عمرها العمر
من لم يمت بين هجرة ونوى ... فما له في حياته عذر
ثم قدم غائبه هذا، فقال:
بنفسى من ولى وخلف لي الحزن ... ولم يتّرك للعين حظّا من الوسن