[الغزل لابان وهو قليل جدا]
حدّثنا محمد بن على الماوردي. قال: حدّثنا الجاحظ، قال: قيل لأبان قل في الغزل كما يقول فيه أبو نواس، قال: فأبو نواس لم ينقل الكتب لشعر كما نقلت، وانما أعمل الشعر فيما ينفعنى.
وقال أبان:
صرمتك بعد وصالها ... وسئمت طول مطالها
ورمت فلم تخطيء فوا ... دك مرشقات نبالها
لما رأت كلفى بها ... منعت قليل نوالها
ولهان ما أرضى به ... وأراه من إجمالها
أنس الحديث وقبلة ... أشفي الصدى بزلالها
فاذا أردت عتابها ... ألجمت من إجلالها
فكر الفؤاد بها وهمّ ... النفس من بلبالها
أما النهار فلا تجفّ ... العين من تهمالها
وأبيت منتجي الهمو ... م أخوض فى أهوالها
وكأنّ ناظر مقلتي ... وقف على تمثالها
وتبيت فارغة الهوى ... ما إن خطرت ببالها
لو خيّرت من خلقها ... لم تعد فضل كمالها
ماء الشباب بخدّها ... والحسن في سربالها
فالموت إن هي أدبرت ... والعيش في إقبالها
قال الصولي: وأنشدنا المبرد لعبد الصمد يقول «١» في غلام من أولاد الجند:
متّ من حبه وبغض أبيه