كان أبو عيسى من أفضل أولاد المتوكل نفسا وعلما وعقلا وديانة، وكان له درس معروف من القرآن فى كل يوم وليلة، لا يخليه ولا يشتغل عنه، وكان يعنى بصلاة القيام، حتى يقال إنها ما فاتته قط.
حدّثنا ابراهيم بن عبيد الله قال لما أوقع بالمهتدى وجعل فى دار سمع ضجة الناس وتكاثرهم، فقال ما هذا؟ قالوا بايع الناس أحمد بن المتوكل، قال ابن فتيان؟ قالوا نعم، قال ويل لهم فهلا أبا عيسى، فانه كان أقوم بحق الله. وكان أبو عيسى قد سمع حديثا كثيرا، وعرف شيئا من الفقه، وكان يلزمه جماعة من العلماء لا يفارقونه، وله شعر قليل أكثره فى الزهد.