للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منزلى، فجئت اليه فاذا هو جالس على كرسى، فقال لى يا عبد الرحمن لقد سمعت الليلة فى دارى شيئا ما دخل سمعى قط إلا ليلة بالحميمة والليلة، فانظر ما هو، فدخلت استقرى الصوت فوجدته فى المطبخ، فاذا الطباخون قد اجتمعوا وعندهم رجل من الحيرة يغنيهم بالعود، فكسرت العود وأخرجت الرجل وعدت اليه فأخبرته فحلف لى أنه ما سمعه قط إلا تلك الليلة بالحميمة وليلته هذه.

[أخبار أبى العبر ونسبه]

هو ابو العباس بن محمد بن أحمد ويلقب حمدونا الحامض بن عبد الله بن عبد الصمد بن على بن عبد الله بن العباس المستوى «١» فى أول عمره منذ أيام الامين، وهو غلام إلى أن ولى المتوكل الخلافة، فترك الجد وعدل الى الحمق والشهرة به، وقد نيف على الخمسين، ورأى أن شعره مع توسطه لا ينفق مع مشاهدته أبا تمام والبحترى وأبا السمط بن أبى حفصة، ونظراءهم.

حدّثنى عمى عبد العزيز بن حمدون قال سمعت الحامض يذكر أن أبنه أبا العبر ولد بعد خمس سنين خلت من خلافة الرشيد، قال وعمر إلى خلافة المتوكل، وكسب بالحمق أضعاف ما كسبه كل شاعر كان فى عصره بالجد ونفق نفاقا عظيما، وكسب فى أيام المتوكل مالا جليلا،