وهذا وإن لم يكن ابن خليفة يعد فى الخلفاء، فانا جئنا به بعقب ذكر أبيه. كما شرطنا فى الرسالة التى فى صدر هذا الكتاب، أنا إذا ذكرنا شاعرا فكان فى أهله شعراء ذكرنا هم جميعا بعقب ذكره ليكون أمرهم أقرب على ملتمسه، فأجرينا هذا على ذلك.
حدّثنى أحمد بن يزيد بن محمد أبو جعفر المهلبى، قال كان لهبة الله بن ابراهيم غلام يقال له بدر، قد رمى بأمره كله عليه، فتركه ومضى إلى غلام ليؤنس بن بغا، فأقام عنده، فقال هبة الله فيه شعرا، وأنشدنيه لنفسه:
لا يفى دهرك هذا لأحد ... وجميع النّاس فيه قد فسد
كلّ من تبصر من جارية ... وغلام فهو مسترخى القود
ما من النّاس جميعا أحد ... مستحقّا فى الهوى أن يعتقد
فدع المرد ودع ذكرهم ... وارم بالعشق إلى أقصى بلد
وتغنّ اليوم إن باكرتها ... قهوة صفراء ترمى بالزّبد
استجر بالرّاح من حدّ الأحد ... لا تؤخّر لذّة اليوم لغد