حدّثنا محمد بن سعيد، قال: حدّثنى على بن محمد النوفلى قال: لما عمل أبان كتاب كليلة ودمنة شعرا في قصيدته المزدوجة أعطاه البرامكة على ذلك مالا عظيما، فقيل له بعد ذلك: ألا تعمل شعرا في الزهد؛ فعمل قصيدة مزدوجة فى الصيام والزكاة يوائم بها تلك، وقد وجدت هذه القصيدة وترجمتها:
[في الصيام والزكاة]
قصيدة الصيم والزكاة ... نقل أبان من فم الرواة
قال أبان بن عبد الحميد اللاحقي:
هذا كتاب الصوم وهو جامع ... لكل ما قامت به الشرائع
من ذلك المنزل في القرآن ... فضلا على من كان ذابيان
ومنه ما جاء عن النبيّ ... من عهده المتبع المرضىّ
صلى الإله وعليه سلما ... كما هدى الله به وعلما
وبعضه على اختلاف الناس ... من أثر ماض ومن قياس
والجامع الذى إليه صاروا ... رأي أبى يوسف مما اختاروا
قال أبو يوسف أما المفترض ... فرمضان صومه اذا عرض
والصوم في كفارة الأيمان ... من حيث ما يجري على اللّسان
ومعه الحجّ وفي الظهار ... الصّوم لا يدفع بالإنكار
وخطأ القتل وحلق المحرم ... لرأسه فيه الصيام فافهم
فرمضان شهره معروف ... وفرضه مفترض موصوف
والصوم فى الظّهار إن لم يقدر ... مظاهر يوما على محرّر
والقتل إن لم يك عمدا قتله ... فانّ ذاك فى الصيام مثله
شهران فى العدة كاملان ... متصلان، لا مفرّقان