وأكثر شعرا منه، وافصح فى شعره، وأشعر فى فنه الذي أعجبه من مراثى البهائم من جميع المحدثين، حتى إنه لرأس فيه متقدم جميع من نحاه، وما ينبغى أن يسقط شيء من شعره، لأنه كله مختار، وللناس فيه فائدة، ولا يوجد مجموعا كما نورده، وأنا أذكره على القوافى، وقال يرثى عنزا له سوداء:
[على قافية الالف]
عين بكىّ لعنزنا السوداء ... كالعروس الأدماء يوم الجلاء
ذات لون كالعنبر الورد قد ع ... ل بما فاق «١» لون الطّلاء
ذات روقين أملسين رقيقي ... ن وضرعين كالدّلاء الملاء
ذات جيد ومقتلين كوح ... شية قفر من جاريات الظباء
أذن سبطة وخدّ أسيل ... وابتسام عن واضحات نقاء
ولبان رحب وذو فقر ... ركب فى جرم بكرة كوماء
وثوان موثقات شداد ... فى اعتدال من خلقها واستواء
فخمة عبلة مع العنف والر ... قة زينت ببهجة وبهاء
فإذا شئت قلت ربة بيت ... ذات طفلين من خيار النساء
وإذا شئت قلت ربة خدر ... فى حجور الحضّان والرّقباء
أين لا أين. مثلها مصطفاة ... من صفايا الملوك والوزراء؟
أين لا أين مثلها مقتناة ... عند حالين شدة أو رخاء؟
أين لا أين مثلها لجميع ... أغنياء فى الناس أو فقراء؟
غذيت بالنّوى وبالكسب وال ... فت وخبز النّقى والحلواء
ترفت بالماء المبرّد فى الصي ... ف وفى البرد أدفئت بالصّلاء
وضربنا لها الحجال وو ... كلنا بها من حرائر وإماء