وقال عبد الله بن المعتز [ «يا دار يا دار إطرابى وأشجانى» ]
يا دار يا دار إطرابى وأشجانى ... أبلى جديد مغانيك الجديدان
لئن تخلّيت من لهوى ومن سكنى ... لقد تأهّلت من همّى وأحزانى
جاءتك رائحة فى إثر غادية ... تروى ثرى منك أمسى غير ريّان
حتّى أرى النّور فى مغناك مبتسما ... كأنّه حدق فى غير أجفان
ماذا أقول لدهر شتّتت يده ... شملى وأخلى من الأحباب أوطانى
كم نعمة عرف الاخوان صاحبها ... لمّا مضت أنكروه بعد عرفان
ومهمه كرداء الوشى مشتبه ... نفذته والدّجى والصّبح خيطان
والرّيح يجذب أطراف الرّداء كما ... أفضى الشّقيق إلى تنبيه وسنان
وربّ سرّ كنار الصّخر كامنة ... أمتّ إظهاره منّى فأحيانى
لم يتّسع منطقى عنه ببائحة ... حزما ولا ضاق عن مثواه كتمانى
وربّ نار أقمت الجود يوقدها ... فى ليلة من جمادى ذات تهتان
تقيّد اللّحظ فيها عن مسالكه ... كأنّما لبست أثواب رهبان
وقد تشقّ غبار الحرب بى فرس ... مستقدم غير هيّاب ولا وانى
وكلّ قائمة منه مركّبة ... فى مفصل ضامر الأعصاب ظمآن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute