ذكر صديق لى بمصر انه فى مثل هذا الشهر من العام المنصرم كان يسأل أستاذه العلامة أحمد أمين بكلية الآداب بالجامعة المصرية:
أى المخطوطات العلمية أحق بالاحياء والنشر؟
فكان كتاب الأوراق لأبى بكر محمد بن يحيى الصولى فى صدر الكتب التى اختارها ودله عليها.
وقريبا من ذلك العهد كان أستاذى النابغة (هـ. ا. ر. جب) فى مدرسة العلوم الشرقية يصف لى هذا الكتاب، ويحببه إلى، ويحثنى على نشره، ويبالغ فى امتداحه وتقريظه.
وما كان يدور بخلدى أن فى الدنيا كتابا يستحق هذا الاطراء الذى كان الاستاذ جب يسبغه على كتاب الأوراق هذا، ويلبسه منه ثوبا فضفاضا. وأذكر اننى قبل ذلك كثيرا ما كنت ألمح تردد اسم محمد بن يحيى الصولى فيما قرأته من الكتب؛ لا فى كتب القدماء فحسب، لكن وفى كتب المحدثين من مؤلفى هذا العصر امثال الدكتور طه حسين والدكتور زكى مبارك والأستاذ كراتشكوفسكى فى مقاله عن الصولى بدائرة المعارف الاسلامية وكذلك الاستاذ بروكلمان فى كتابه تاريخ الأدب العربى