كنت اذ ذاك فى لندن وكانت كلمات الأستاذ جب هذه تلهبنى حماسة وتثير فى رغبة تكاد لا تخبو فترة من الزمن فى احياء هذا الكتاب ظللت أتحين الفرص التى تذلل لى الطريق الى مصر وكنت كما قال الشاعر:
اعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وحدث أن اختارتنى وزارة المعارف فى مصر مدرسا للغة الانكليزية، فكان هذا الاختيار الغاية التى لا مطلع وراءها ووقع من نفسى مواقع الماء من ذى الغلة الصادى وطبعا لم يكن ثمة ما يحبب إلى مثل هذا الاختيار سوى انه يتيح لى نشر الكتاب وكما يقول المتنبى ولو لم يكن فى مصر ماسرت نحوها بقلب المشوق المستهام المتيم وما إن وصلت إلى مصر حتى كنت أؤم دار الكتب المصرية، ثم إذا بى أقرأ هذه القطعة التى أتولى اليوم نشرها واستنسخ منها هذا الكتاب، ثم إذا بى أقابل صديقى محمد إسماعيل الصاوى واقص ويقص على ذلك النبأ السار عن الكتاب وشد ما كانت دهشتنا عظيمة مذ وقفنا على رأى عالمى الشرق والغرب، وإجماعهما على تفضيل هذا الكتاب، وجدارته بالطبع والاحياء.