مولاته هي حقا حين يهواها ... والناس يدعونه باللفظ مولاها
يجلّها إن دعاها أن تلبيه ... فإن دعته لما «١» تهواه لباها
يبكى الفراق حذارا قبل فرقتها ... ويشتكي شكوها من قبل شكواها
يسيء من شدة الوجد الظنون بها ... حتى يجيل ظنونا ليس يخشاها
وأنشدنا احمد بن يحيى لاحمد بن يوسف:
شرب النبيذ على الطعام ثلاثة ... فيها الشفاء وصحة الأبدان
يمرى ويعطى في الجوانح خفة ... ونشاط كلّ محارف سكران
فإذا شربت كثيره فكثيره ... سرج عليك لمركب «٢» الشيطان
فاحذر بجهدك أن تكون جنيبة ... بعد العشاء تقاد بالأشطان
سكران تنعر في الطريق ألا ألا ... غلب العزاء فبخت بالكتمان
فتظلّ بين الضاحكين كبومة ... عمياء بين جماعة الغربان
[من توقيعات احمد بن يوسف:]
قال أبو بكر: وقع الى عامل ظالم: الحقّ واضح لمن طلبه، تهديه محجته، ولا تخاف عثرته، وتؤمن فى السر مغبته، فلا تنتقلن منه ولا تعدلن عنه، فقد بالغت في مناصحتك، فلا تحوجنى الى معاودتك، فليس بعد التقدمة إليك إلا سطوة الإنكار عليك.
ووقع فى كتاب: مستتمّ الصنيعة من صابرها، فعدل زيغها «٣» ، وأقام أودها، صيانة لمعروفه، ونصرة لرأيه. فانّ أوّل المعروف مستخفّ، وآخره مستثقل، تكاد «٤» أوائله تكون للهوى، وأواخره تكون للرأي. ولذلك قيل: رب