[وقل بفارس يتشوق العراق:]
ألاهل الى ورد العراق سبيل ... بحيث الأخلاء الجميع حلول
تقطعت الاسباب إلا تحية ... على النأي يهديها اليك رسول
وقلّ غناء عن أخى الشوق والهوى ... صحائف لا يشفى بهن غليل
على أن فيها متعة وتعلة ... يراح لها ذو لوعة وخليل
تبدلت من بغداد شيراز منزلا ... بلاد وعور ما بهن سهول
على سعفات من بلاد شوامخ ... وأهل على شطّ الفرات نزول
بارض دماث بين قصر وجنة ... تفجر فيها أعين وسيول
إذا مارآها ناظر حار طرفه ... فردّ إليه الطرف وهو كليل
بها زهرة الدّنيا وللدّين زهرة ... ومكتسب للطالبين جميل
وإخوان صدق من ربيعة فى الذرى ... شباب كرام سادة وكهول
ومن مضر الحمراء طابت فروعهم ... وطابت لهم قبل الفروع أصول
ومن سرّ قحطان نمت بهم العلى ... اذا وضع القوم اللئام خمول
أولئك خلان وأهل وجيرة ... لهم شيم محمودة وعقول
وزهد وآداب وحلم ونائل ... وحزم ورأى في الأمور أصيل
دعاك ببغداد هواك وأسبلت ... مدامع منها قاطر وهمول
وشاقك من عجل تعجل لوعة ... ومالك عن ذهل هناك ذهول
اذا عرض السلوان في الفكر عنهم ... أتاه جوى بين الضلوع دخيل
تطاول هذا الليل بعد تقاصر ... وليل أخى البلوى عليه طويل
وغرّد قمرى على فرع ضالة ... له بين أفنان الغصون هديل