فى صيف سنة ١٩٣٤ أخرجت قسم أخبار الشعراء المحدثين من كتاب الأوراق لأبى بكر محمد بن يحيى الصولى، وكان إخراج هذا القسم باكورة عملى، وقد لقيت من تقدير أفاضل المستشرقين، وجلة العلماء فى مصر، وثنائهم على ذلك القسم وإعجابهم به ما حفزنى على أن أقوم فى هذا العام بنشر الأقسام الباقية التى عثرت عليها من كتاب الأوراق.
وقد بدأت بهذا القسم الذى أقدمه اليوم بين يدى حضرات العلماء وهو قسم أخبار الراضى بالله والمتقى لله وأظن أنه لا حاجة بالباحث إلى أن أذكر له فى مقدمتى هذه قيمة هذا القسم فى التاريخ العباسى، ولا أن أوقفه على مكانة الصولى مؤلفه ولا ما تناوله فيه من حوادث شاهد أكثرها بنفسه، وكان دقيقا فى رواية ما لم يشهده منها.
وأرى أن خيرا له أن يرجع فى هذا كله إلى القسم نفسه فيقرأه كما قرأته فى إنعام وتدبر، ولعله يصل بعد ذلك إلى هذه النتيجة التى وصلت إليها أو عكسها أو قريبا من هذه وتلك.
فأنا لا أريد أن أحمل الباحث على رأى ربما انقدت لبعض