نصر، وأشهد على نفسه ثلاثين عدلا أنه لا يشهد عنده أبدا، وكان انحرافه عنه أنه اتهمه بميل إلى أخيه أبى محمد، وأنه يسعى له فى ولاية بغداد. وأخذ ابن أبى موسى خطوط العدول بتقريظه وتعديله، ولعهدى بأبى عبد الله بن أبى موسى وهو مجتهد ليله ونهاره، فى أمر أبى نصر حتى تم له ما أراد. ما أعرته شهادة بذلك، ولكنى عرفته مشاهدة ثم إن أبا نصر أحضر العدول فأخذ خطوطهم بأن ابن أبى موسى غير موضع للشهادة وأسقطه.
وقبض على محمد بن القاسم بن سيما، بسبب أن ابن أخته مع البريديين فتكلم فيه وقيل: والله ما ابن أخته بقائد ولا محارب ولا كاتب، وإنما هو كالمضحك ومثل هذا لا يؤخذ أحد به، فخلى. وانحدر أبو محمد بن عمر بن محمد الى واسط واستحضر بجكم يحيى بن سعيد السوسى فأنفذه إلى السلطان يسأله إسعافه بمائتى ألف دينار فوصل ومعه جماعة من الكتاب فأمرهم الراضى أن يعملوا له عملا من ضياعه المستخلصة بواسط ونواحيها بهذا المقدار ليأخذ ما فيها من غلة، فكان الأمر قريبا فأطلق الراضى ذلك له.
[سنة تسع وعشرين وثلاثمائة]
دخل أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد بغداد يوم الأحد لست خلون من المحرم مقبلا من واسط واستكتب أبا عبد الله الكوفى