(إلى داره، بعد هزيمة الديلمى وركوبه الظهر ورجوعه فى الماء) ولما فتح الله على الأمير المظفر أبى الوفاء توزون، وأظفره بالديلم وأقام فى عسكره أياما، وأنفذ فى طلب المنهزمة من يقتل ويأسر، ولم يعجل برحيل ليتبين آخر أمر عدوه، وما زال هذا من فعل الحزمة ذى الرأى المصيب، والعزم الصحيح.
وأمر أصحابه بالرجوع إلى منازلهم، مسرورين بما صار إليهم من سلب الديالمة وسوادهم، بعد أن كثر عند الأمير على بعضهم، فما نفس بذلك عليهم، ولا سأل عنه، ولا عرض به ثم رحل إلى بغداد وركب على الظهر فى يوم الاربعاء لسبع خلون من ذى الحجة، فمضى فى شارع المخرم إلى الجسر، ودعا الناس له، ثم انصرف فى الماء إلى داره، وكانت ركبته هذه ركبة ما ركب أحد مثلها قط إلا خليفة، لأنه كان بين يديه مائة جنيبة ودابة وبغل بالسروج المذهبة والمفضضة، وبين يديه وخلفه من الغلمان الأتراك، بألوان الثياب وأحسن السيوف والمناطق وأفره الدواب، وهم عدة، ما اجتمع لأحد منذ مدة طويلة مثلهم. وما من قائد من قواده بعد هذا إلا وهو مساو بعدته وعدته قربه لأجل أمراء النواحى وأصحاب الاطراف الممتنعين بها ووافى فى ذى الحجة أبو على الحسن بن هارون بغداد برسالة