إذا البلاد اغبرّ آفاقها ... وجال بالحاصب إعصارها
ويبس العود وجفّ الثرى ... وقيل هذا العام إقفارها
زادت على ذاك ندى تربه ... وأشرقت للعن أنوارها
والقيظ إن صرت الى قيظها ... إذا كسا الأوراق اشجارها
اذا سرى الماء الى عوده ... واطّردت تستنّ أنهارها
وأخرجت زينتها أرضها ... وثمّ في البهجة إنضارها
رأيت عيشا لا ترى مثله ... ما طرفت في العين أشفارها
[منها لاهل الدين:]
ذلك للدّنيا وأبنائها ... منزلة يسعد عمّارها
ما اشتهت الأنفس أو «١» لذّ ... ت الأعين أو نالته افكارها
صرديّنة حرية أيّما ... شاء فقد وافق مختارها
إن هبت الريح مساء «٢» بها ... لم يجد القرّ بها جارها
أو ركدت في القيظ لم يؤذه ... من لثق العكة إقرارها «٣»
فالحرّ والقرّ وفصلاهما ... يلذّه الثاوى «٤» وسفّارها
والليل إن أظلم ليل بها ... وصبحها إن آن إسفارها
معتدل سوّي تقديره ... اذ غيره خولف أقدارها
نسيمه أطيب من مسكة ... أزكى بها المجمر عطّارها
لا الموطن الثاوي بها يبتغى ... دارا ولا يستاق زوّارها
فيها ملاهي كلها معجب ... يشغل فيها الطرف نظارها