لم يضع الدّهر لهم واحدا ... إلّا ولى من ذاكم اثنان
حدّثنا أحمد بن يزيد قال لما عزم المعتمد على الخروج إلى الشام والموفق إذ ذاك يحارب الخائن بالبصرة، والدنيا مضطربة، أشار عليه أبو عيسى أخوه ألا يفعل، وحرص به، فأبى عليه، فقال أبو عيسى وعمل لحنا فيه:
أقول له عند توداعه ... وكلّ لعبرته مبلس
لئن قعدت عنك أجسادنا ... لقد رحلت معك الأنفس
ومن شعره:
إلى الله أشكو ما أرى من زماننا ... وكثرة ما فيه من الجور والظّلم
وأنّ الموالى قد علاهم عبيدهم ... كما قد تعالى الجهل فيهم على العلم
حدّثنى محمد بن يحيى بن أبى عباد قال كان أبو عيسى بن المتوكل يؤثرنى ويقدمنى، وكنت أحب الاتصال به لفضله ودينه. وكان ربما قال الشعر كالمتفرج لقوله وكان قد كتب الحديث وحفظ العلم، وكانت تأتيه من المعتضد بالله فرائض، فكتب إلى كتابا يقول فيه- وقد اتهم بعض جلساء المعتضد بالسعاية به، ممن كانت لأبى عيسى عنده أياد واصطناع- وأنا