العيد والعيد والأيام بينهما ... موصولة لك لا تفنى وتفنيها
ولا تقضّت بك الدنيا ولا برحت ... يطوي لك الدهر أياما وتطويها
وليهنك الفتح والأيام مقبلة ... إليك والنصر معقودا نواصيها
أمست هرقلة مكلوما جوانبها ... وناصر الدين بالتدبير يرميها «١»
ملكتها وقتلت الناكثين بها ... بنصر من يملك الدّنيا وما فيها
ماروعي الدين والدنيا على قدم ... بمثل هارون راعيه وراعيها
فأمر له بألف دينار، وقال: لا ينشدنا أحد بعده! فقال أشجع: والله لأمره بألّا ينشد أحد بعدى أحب إلي من صلته لي.
قال أبو بكر: وحدّثنى على بن العباس النّوبختى، قال: حدّثنى البحتري، قال: كنت فى مجلس فيه علىّ بن الجهم؛ فتذاكرنا الشعراء المحدثين؛ فمرّ ذكر أشجع، فقال فيه عليّ: ربما أخلى. فلم أدر ما قال؛ وأنفت من سؤاله عن معناه. فانصرفت إلى منزلي فنظرت في شعر أشجع، فاذا هو ربما مرت له الأبيات مغسولة خالية من المعاني واللفظ [فعلمت] أنه أراد ذلك وأن معناه أن الرامى إذا لم يصب من رشقه كله الغرض بشىء قيل أخلى فجعل ذلك قياسا.
حدّثنا الحسين بن فهم، قال: حدّثنا حماد بن اسحاق قال شرب محمد بن منصور الدواء، وكان أمر عسكر هارون الرشيد يدور عليه، لموضعه من الرشيد ومن البرامكة وصداقته الفضل بن الربيع، وهو في عدادهم «٢» فكتب إليه أشجع:
أصحّ الله جسمك ذو العلاء ... وأعقبك السلامة في الدّواء