للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يريد الملوك مدى جعفر ... ولا يصنعون كما يصنع

وكيف ينالون غاياته ... وهم يجمعون ولا يجمع

وليس بأوسعهم فى الغنى ... ولكنّ معروفه أوسع

يلوذ الملوك بآرائه «١» ... إذا نالها الحدث الأفظع

بديهته مثل تدبيره ... متى رمته «٢» فهو مستجمع

[إذا هم بالأمر لم يثنه ... هجوع ولا شادن أفرع

ففى كفه للغنى مطلب ... وللسّر في صدره موضع] «٣»

وكم قائل إذ رأي ثروتى ... وما فى فضول الغنى أصنع

غدا فى ظلال ندى جعفر ... يجرّ ثياب الغنى أشجع

كأنّ أبا الفضل بدر السما ... ء لعشر مضت بعدها أربع

فقل لخراسان تحيا فقد ... أتاها ابن يحيى الفتى الأروع

قال: فأقبل عليه جعفر [بن يحيى ضاحكا واستحسن شعره وجعل] «٤» يخاطبه كما يخاطب الأخ أخاه، بنثر أحسن من نظمه، ثم أمر له بألف دينار فحسدته علي جودة شعره، وعلى خطاب جعفر له، واستصغرت ما أمر له به.

قال أبو بكر: وقال لى يوما عبد الله بن المعتز من أين أخذ أشجع؛

وليس بأوسعهم فى الغنى ... ولكنّ معروفه أوسع

فقلت: من قول موسى شهوات «٥» لعبد الله بن جعفر [بن أبى طالب] «٦» عليه السلام