كأنه الفضّة قد أجريت ... ما بين وشى مسرّق الرقم
آبّا لها يفقدها فقده ... والبيت لا يفقد باليتم
ترضع أخلافا له برّة ... لم يمرها الحالب من هضم «١»
تنفّست بالماء حافاته ... تنفّس المغتاظ عن كظم
وامتدّ للأعين فى طوله ... من غير تعويج ولا وصم «٢»
كأنه من حسن تقويمه ... غلوة رام قاصد السهم
فقلت له: قد قال أشجع السلمي:
أجرى الامام الرشيد «٣» نهرا ... عاش بإجرائه الموات
جاد عليه بريق فيه ... وسرّ مضمونه الفرات
ألقحه درة لقوحا ... يرضع أخلافها النبات
على رياض له نبات ... ما ولدتهنّ أمهات
للماء من فوقها انتباه ... وللثرى تحتها سبات
في جانبيه وجانبيها ... أعنّة الماء مطلقات
فاستحسنها وكتبتها له فحفظها.
قال أبو بكر: حدّثنا الباقطاي قال حدّثنا الغلابى، قال: حدّثنا مهدي، قال:
أعطى جعفر بن يحيى مروان [بن أبى حفصة] عن مدح له ثلاثين ألف درهم، وأعطى أبا النضير عشرين ألفا وأشجع ثلاثة آلاف، وكان أول ما اتصل به فكتب أشجع اليه:
أعطيت مروان الثلا ... ثين التى حلت رعاثه
وأبا النضير وإنما ... أعطيتنى معهم ثلاثه