وبعد هذا أبياته الاربعة:
ولما ان كتبت بما أرادوا ... تدرع كل ذي غمر دفين «١»
كففت عن المقاتل باديات ... وقد هيأت صخرة منجنون
ولو أرسلتها دمغت رجالا ... وصالت في الأحشة والشئون «٢»
وكنت إذا هززت حسام قول ... قطعت بحجة علق الوتين
لعل الدهر يطلق من لسانى ... لهم يوما ويبسط من يمينى
فأقضي دينهم بوفاء قول ... وأثقلهم لصدقي بالديون
وقد علموا جميعا أن قولى «٣» ... قريب حين أدعوه يجينى
وكنت إذا هجوت رئيس قوم ... وسمت «٤» على الذّؤابة والجبين
بخط مثل حرق النار باق ... يلوح على الحواجب والعيون
أمائلة بودّك يا ابن يحيى ... رجالات ذوو ضغن كمين
يشيمون السيوف إذا رأونى ... وان وليت سلت من جفون
ولو كشفت سرائرنا جميعا ... علمت من البرىّ من الظنين
علام وأنت تعرف نصح حبي «٥» ... وأخذى منك بالسبب المتين
وعسفي كل مهمهة خلاء ... إليك بكل يعملة أمون
وإحيائى الدجى لك بالقوافي ... أقيم صدور هن علي المتون
وإيصالى الي أقصى صلاتى ... بمكة بين زمزم والحجون
تقرب منك أعدائي وأنأى ... وتجلس مجلسى من لا يلينى
ولو عاينت نفسك في مكانى ... اذا لنزلت عندك باليمين