على ملك طوق حاجز لعدوه ... بناه بأطراف القنا والنيازك «١»
كأنّ له أذنا وعينا بصيرة ... على كلّ مسلوك الفجاج وسالك
لقد علمت جارات طوق بأنّه ... قليل الهجوغ عن تيقظ فاتك
يعانق عشقا سيفه رأس من عصا ... عناق البعول للعذارى الفوارك
إذا ما بدا في الجيش طوق حسبته ... من العزّ يمشى بالنجوم الشوابك
وقال أيضا:
يا بارقا حلب البليخ غمامه ... لازال منك على البليخ «٢» سجال
كم ليلة بك لا أراعى نجمها ... قصرت وأردية الظلام طوال
زهرت رياضك فى فسيح زاهر ... عطر العشىّ ممسّك الأذيال
فكأنّ فار المسك يفتق ريحه ... في روضك الغدوات والآصال
ولربّ لابسة قناع تحية ... حوراء تخطب حسنها الآمال
يصف القضيب على الكثيب قوامها ... ولها من البدر المنير مثال
كست الحداثة طرفها ولسانها ... خمرا وماء شبابها مختال
حتى إذا ما أستأنست بحديثها ... ... «٣» الدّملوج والخلخال
وتسرّعت فيها سلافة لذة ... قد جال فيها البارد السلسال
كشفت قناع السرّ دون حديثها ... وتكلمت بلسانها الجريال
وفيها يقول:
دمن ترحّلت الديار بتربها ... وتحوّلت بنحولها الأحوال