ولا عيش الا والصبا قائد له ... فقل في لياليه الذى أنت قائله
أتى الله أرض الشام بالأمن فانجلت ... ضبابة خوف قد أربّت غياطله
أتاها ابن يحيى جعفر فكانما ... أتاها ربيع قد تعرّم وابله
ولم يبق سهل فى قرى الشام كلها ... ولا جبل الا اطمأنت زلازله
له عزمات يفلق الصخر وقعها ... وحلم أصيل ليس حلم يعادله
فقل للرضا هارون خير خليفة ... فما فاق عاصيه، ولا خاب آمله
نظرت لأهل الشام لما تعاظمت ... ظلامتهم حتى علا الحقّ باطله
فوليت من لا يملأ القول قلبه ... إذا اختلجت نفس الجبان بلابله
تكاد قلوب الناس تخلي صدورهم ... إذا علقت بالمشرفىّ أنامله
تمنىّ ابن أيلول منى حال دونها ... تيّقظ قرم مدرك من يحاوله
تلبّس أثواب الظلام لظلمه ... ولم يدر أنّ الله ذا الطّول خاذله
فسدّت عليه وجه كلّ محجة ... رماح ابن يحيى جعفر ومناصله
وأصبح مخذولا بدار مذلة ... تراسل أطراف السيوف مقاتله
وقال أيضا:
انخت ركاب الجهل بعد كلال ... وأدبر عنى باطلي وضلالي
فان يخل درعي من مراحي فربما ... بسطت يميني في الصبا وشمالي
بإلف ظباء طائعين لإمرتى ... وعهد شباب ذائع وجمال
اذا هنّ حاولن القيام تعذبت ... خصور بأرداف لهنّ ثقال
ألا رب ليل قد حسرت قناعه ... وقد لف بيني ثوبه برحال
إلى ملك لا يبلغ المدح قدره ... ولو أيد المثنى بكل مقال