وقال يمدح جعفر بن يحيى ويصف كاتبه أنس بن أبى شيخ:
أجدّ له الهوى سقما ... وضمّن قلبه ألما
فأصبح بالجزيرة لا ... يرى قصدا ولا أمما
فان تردد له الأيا ... م شملا كان ملتئما
فلن ينفك بالبدر ال ... ذي يهواه معتصما
بنفسى من محاسنه ... تجدّ لقلبي السقما
وأبهى الناس سالفة ... ومبتسما وملتزما
وأحسن من يرى عينا ... وجيدا واضحا وفما
كأنّ محاسن الدنيا ... تبسم إن هو ابتسما
أشبهه وأظلمه ... إذا شبهته الصنما
رحلنا اليعملات ولم ... نهب خفضا ولا أكما
إلى ملك أنامله ... تميت الهمّ والعدما
له شيم مجاوزة ... يشايع فضله الشيما
أتى البلد الشآمي في ... لباس الحرب مستلما
فكان بغير حكم الأش ... عرىّ هناك ما حكما
أذاق الموت أقواما ... بظلمهم وما ظلما
وقوما ألبستهم را ... حتاه العفو والنعما
بسيف يخفض النجوى ... وجود يرفع الهمما
أمات اللؤم نائله ... وأحيا الجود والكرما
وما حفظ الحقوق كجع ... فر أحد ولا الذّمما