صلاة الله ربكما وربى ... على قبر به تلك العظام
بمصرع أحمد عزّ الأعادى ... وذل الرمح والسيف الحسام
فلم أر مثل أحمد يوم ولى ... حمام نال مهجته الحمام
عليك ولا على جرجان منى ... سلام الله ما بقي السلام
أقمت بغربة فى ظل دار ... يطول بها التغرّب والمقام
وكنا ناظريك بكل فجّ ... كما للغيث ينتظر الغمام
أبعدك تتقى نوب الليالى ... لقد صغرت بك النكب العظام
عزيز بنى سليم أقصدته ... سهام الموت وهي له سهام
وقال يرثى:
مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق ... ولا مغرب الا له فيه مادح
وما كنت أدري ما فواضل كفه ... على الناس حتى غيبته الصفائح
فأصبح في لحذ من الأرض ميتا ... وكان به «١» حيا تضيق الصحاصح
مضى حين مدّ المجد أطناب بيته ... عليه وأمته الأمور الفوادح
وحين استهانت نزح كلّ تنوفة ... إلى جود كفيه الرّقاق النوازح
فان سفحت عينى عليه دموعها ... فقلّ له منها الدموع السوافح
سأبكيك ما فاضت دموعي فان تغض ... فحسبك منى ما تجنّ الجوانح
وما أنا من رزء وان جل جازع ... ولا لاغتباط بعد موتك فارح
[كان لم يمت حيّ سواك ولم تقم ... على أحد إلا عليك النوائح] «٢»
لئن حسنت فيك المراثى وذكرها ... لقد حسنت من قبل فيك المدائح